الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان أبوك على الحال الذي ذكرت من تركه للصلاة وإدمانه المخدرات وإساءته إليكم وإلى أمكم فقد أساء إساءة بليغة وفرط في حق ربه وفي حق أهله وهو مسئول عن ذلك أمام الله تعالى، وراجعي الفتويين رقم: 1145ورقم: 1994.
ومع هذا، فإننا نوصي بالصبر عليه والدعاء له بالتوبة والهداية، فهذا من أعظم البر به والإحسان إليه لا الدعاء عليه بالهلاك، فهذا من العقوق له، والعقوق كبيرة من كبائر الذنوب، ومهما أساء الأب في حق أبنائه لا يجوز لهم الإساءة إليه، كما سبق أن بينا في فتاوى كثيرة نحيلك منها على الفتويين رقم: 27848ورقم: 55794.
ورده الخطاب عن أخواتك ـ إن ثبت عنه ـ ولم يكن له ما يسوغه شرعا، فهو مصيبة أخرى وظلم منه لبناته وعضل لهن عن النكاح، ومن حق الفتاة في هذه الحالة أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي لينظر في الأمر فإن ثبت عنده العضل أمر الولي الأبعد بتزويجها، أو تولى تزويجها بنفسه، وانظري الفتوى رقم: 52230. ولكن قبل رفع الأمر إلى القاضي ينبغي محاولة إقناعه والتوسط إليه بأهل الفضل والخير.
وننبه إلى أن اتهام المسلم في عرضه وشرفه أمر خطير، وحصول مثل ذلك من الأب في حق بناته أشد إثما وأعظم خطرا، وراجعي الفتوى رقم: 18354.
والله أعلم .