الموسوس يحتاج إلى إرادة ورغبة قوية للتخلص من الوساوس

15-6-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أنا ياشيخ إنسانة مريضة بمرض الوسواس القهري في جميع العبادات، وحياتي عبارة عن عذاب وخوف وقلق دائم، لا أحد يستطيع تحمله، لدرجة أني أفكر جديا في الانتحار حتى أرتاح لكن خائفة ربنا يعذبني، وفي نفس الوقت خائفة أحسن أضعف قدام عذابي وأنتحر، وعندي عدة أسئلة تخص مرضي، وأرجوكم ساعدوني وردوا علي ردودا واضحة لأني لجأت لكثير من الشيوخ وقفلوا أبوابهم في وجهي وزهقوا مني ولم يساعدوني. المهم أسئلتي هي:
السؤال الأول: أني عند الوضوء والصلاة أشعر بخروج ريح مني دائما، ومهما أعيد وضوئي أشعر دائما وساعات أسمع أصوات في بطني وأحس أنها ترعش دبري، لكني غير متأكدة خرج مني شيء أم لا، وساعات أحس أن فقاقيع تفرقع في دبري ولكن بدون صوت، وكذلك في الصلاة، وعند الانتهاء من الوضوء والصلاة، يعني في بقية اليوم أبقى طبيعية، ولا أحس بخروج أي شيء لأن الذي أحس بأنه يخرج مني في وضوئي وصلاتى يخرج بدون إرادتي، ولا أكون متأكدة منه كالذي يخرج من الإنسان بإرادته، ولكنه إحساس بخروج شيء ولا أدري ما هذا الذي خرج. وسألت كثيرا من الشيوخ أكثرهم قال لي هذا وهم لا تلتفتي إليه، ولا تعيدي صلاتك ولا وضوءك، وبعضهم قال لي أنت مصابة بسلس ريح، رغم أن هذا الأمر لا يحدث لي إلا في الوضوء والصلاة، وأنا احترت ولا أعرف قاعدة أمشي عليها. هل أتوضا مرة واحدة دون إعادة مهما أشعر؛ لأن الشعور هذا لا يتوقف أبدا، يعني ممكن أقف على الحوض لغاية ما وقت كل الصلوات ينتهي وأجمعها، وأنصرف من على الحوض بإحساس الريح، لكن أكون تعبت جدا، وظهري آلمني من الوقوف، وحزينة على صلواتي التي يفوت وقتها، وربنا يمكن لا يقبلها لو كان وضوئي فاسدا، وساعات أقول يمكن عندي سلس ريح وأتوضا لكل صلاة، وأجد مشقة فظيعة. ساعدوني حتى أعرف هل أنا مريضة سلس أم وسواس؟ وما هو العلاج لو مريضة سلس ماذا أفعل؟ ولو مريضة وسواس ماذا أفعل؟ لكني ليس عندى وسواس، وهذا حالي فى كل شيء ياشيخ ممكن تتخيلون في العبادات من صلاة ووضوء واغتسال وطهارة وقراءة قرآن وتكبير للصلاة واستنجاء. وعندي مجموعة أسئلة، وأنتم تطلبون سؤالا واحدا. ماذا أعمل؟ ساعدوني الدنيا سوداء في عيني وسجينة ومعذبة كرهت حياتي، الوسواس حطمني .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس أيتها الأخت مبلغا عظيما، نسأل الله لك العافية. فاعلمي عافاك الله أن الوسواس من شر الأدواء وأفتكها بالعبد، وأن من استرسل مع الوساوس وانقاد لها أوقعته في شر عظيم كما هو الواقع معك، ولا علاج لهذه الوساوس جملة إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى شيء منها، فننصحك بأن تكون عندك إرادة قوية ورغبة صادقة في التخلص من هذه الوساوس، ثم مهما عرض لك الوسواس في أي باب من أبواب العبادة فاطرحيه وأعرضي عنه، فلا تتوضئي إلا مرة واحدة، ومرة واحدة فقط، ومهما تصورت أنه قد خرج منك ريح أو غير ذلك فلا تلتفتي إلى شيء من ذلك ولا تعبئي به، فإذا فرغت من وضوئك فأقبلي على صلاتك، ولا تترددي في النية ولا في تكبيرة الإحرام ولا في شيء من القراءة، ومهما وسوس لك الشيطان أنك لم تنوي أو لم تكبري أو لم تقرئي فأعرضي عن هذا كله ولا تلتفتي إليه.

واعلمي أن الذي ذكرته في سؤالك إنما هو وسواس وتخييلات من الشيطان يريد أن يصدك بها عن العبادة ويصرفك عن الطاعة، ففوتي عليه الفرصة، ولا تسمحي له أن يفسد عليك دينك ودنياك بهذه الوساوس التي يلقيها في قلبك، فإذا فعلت ما نصحناك به من الاقتصار على الوضوء مرة واحدة مهما عرض لك من الوساوس، وفعلت ذلك في جميع عباداتك زال عنك الهم والحزن بإذن الله، وجميع ما تريدين طرحه من الأسئلة في هذا الموضوع جوابه هو ما ذكرنا هنا من الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، وهذا هو ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الموسوس بقوله في الحديث المتفق عليه : ( فليستعذ بالله ولينته ) وراجعي الفتويين رقم: 51601 ورقم: 134196.

والله أعلم.

www.islamweb.net