الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن معنى تدفق المني خروجه من العضو وانصبابه باندفاع وقوة عند الشهوة، لأن خروجه عادة هكذا وليس مثل خروج المذي وغيره مما يخرج من مسلك الذكر، قال الشوكاني في فتح القدير عند تفسير قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ: 5-6 - سورة الطارق: والماء: هو المني، والدفق: الصب، يقال دفقت الماء: أي صببته، يقال ماء دافق: أي مدفوق، مثل عيشة راضية أي مرضية، قال الفراء والأخفش: ماء دافق: أي مصبوب في الرحم. انتهى.
وقال النووي في المجموع: فمني الرجل في حال صحته أبيض ثخين يتدفق في خروجه دفعة بعد دفعة ويخرج بشهوة ويتلذذ بخروجه، ثم إذا خرج يعقبه فتور، ورائحته كرائحة طلع النخل قريبة من رائحة العجين، وإذا يبس كانت رائحته كرائحة البيض، هذه صفاته، وقد يفقد بعضها مع أنه مني موجب للغسل، بأن يرق ويصفر لمرض، أو يخرج بغير شهوة ولا لذة لاسترخاء وعائه. انتهى.
والله أعلم.