الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكلمة الطيبة من الأمور المندوب إليها في كل وقت، والتهادي بين المسلمين أمر حسن وهو جالب للمحبة والألفة بينهم كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: تهادوا تحابوا. رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني في الإرواء.
ولكن تخصيص ذلك بيوم معين من السنة يفعل فيه إشعار بتعظيم ذلك اليوم واتخاذه عيدا، وتخصيص يوم الميلاد بالتهادي ومثل هذه الكلمات من المظاهر البدعية المتلقاة عن غير المسلمين، وهو وإن كان دون الاحتفال به بالطرق المعروفة من إيقاد الشموع ونحوها لكنه أيضا داخل في مسمى الاحتفال، ومن ثم فيتعين ترك كل مظهر من مظاهر اتخاذ يوم الميلاد عيدا، ويدخل في ذلك تخصيص هذا اليوم بالتهادي أو تبادل كلمات معينة، وأن يكون يوم ميلاد الشخص يوما عاديا شأنه شأن سائر الأيام.
والله أعلم.