الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي سؤالك بعض الكلام غير الواضح، كما أنه لم يتضح لنا ما تسأل عنه على وجه التحديد، ولذا سنجيبك حسبما فهمنا من كلامك، وإذا وجد نقص في الجواب فيمكنك أن تكتب لنا بخصوصه.
فنقول أولا - مستعينين بالله تعالى - إن الأصل في الأم عطفها على ابنها وشفقتها عليه وحرصها على مصلحته، فما ذكرته عن أمك من قسوتها في تعاملها معك وتحريضها أخويك ضدك - إن ثبت - فلا شك في أنه أمر غريب ومخالف لهذا الأصل. وقد أصبت طريق الرشاد حين قررت العزم على برها على كل حال، فإن حق الوالدين في البر يظل قائما ولو حدثت منهما إساءة لابنهما. وراجع الفتوى رقم: 3459. فنوصيك بأن تلتمس سبب هذا الجفاء من أمك تجاهك وتعمل على إزالته وأن تكثر من دعاء الله تعالى أن يوفقك إلى كسب رضاها.
وأما معارضتها زواجك من هذه الفتاة، إن لم يكن لها ما يسوغه، فلا تلزمك طاعتها فيه، لأن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وإنما هي مقيدة بقيود كما بينا بالفتوى رقم: 76303. ومهما أمكنك إقناعها بالموافقة على زواجك من هذه الفتاة فهو أولى.
والمسكن حق من حقوق الزوجة فإذا وفر الزوج لها هذا المسكن فقد أدى الذي عليه سواء كان عن طريق الشراء أو الكراء أو الإعارة او غير ذلك.
وننبه إلى أنه لا حرج في أن يوثر الوالد أحد أولاده بالإسكان لحاجته إليه.
والله أعلم .