الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فليس ما ذكرته صحيحا، لأن من أطلق عدم انتفاع تارك الصلاة بحسناته ممن يرى كفره كفرا ناقلا عن الملة يمكن أن يحمل كلامه على الانتفاع في الآخرة، لأنه الانتفاع الحقيقي، كما أن انتفاع الكافر بحسناته التي يعملها في الدنيا مقيد على الراجح بمشيئة الله تعالى، كما قال عز وجل: من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد { الإسراء: 18}.
فلا يتحتم أن يثاب كل كافر بحسناته التي يعملها في الدنيا، بل منهم من لا يثاب بها، قال أبو العباس القرطبي رحمه الله: وقوله: وأما الكافر، فيطعم بحسناته ـ هكذا رواه الجماعة، ورواه ابن ماهان: فيعطى بحساب، وكلاهما صحيح المعنى، وتسمية ما يصدر عن الكافر حسنة، إنما كان بحساب ظنّ الكافر، وإلا فلا تصح منه قربة، لعدم شرطها الذي هو الإيمان، أو سميت حسنة، لأنها تشبه صورة حسنة المؤمن ظاهرًا، ثمّ هل يعطى الكافر بحسناته في الدنيا ولا بدّ، بحكم هذا الوعد الصادق، أو ذلك مقيَّد بمشيئة الله المذكورة في قوله تعالى: من كان يريد العاجلة عجّلْنا له فيها ما نشاء لمن نريد ـ وهذا هو الصحيح. انتهى.
وأما الخلاف في حكم تارك الصلاة فانظره في الفتوى رقم: 130853.
والله أعلم.