الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فما دمت تعلم سخف هذه الأفكار وأنه لا أساس لها من الصحة ولا صدق لها في الواقع وليست هي موافقة للشرع المطهر فعليك أن تعرض عنها، وأن تجاهد نفسك في مدافعتها، واعلم أنك لا تؤاخذ على ما لا تستطيع فعله، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فلو غلبتك هذه الوساوس بحيث لم تستطع لها دفعا، فإن ذلك لا يضرك ـ بإذن الله ـ ولكن لا تستسلم لها ولا تسترسل معها ما أمكنك، بل جاهدها ودافعها، واحرص على التخلص منها بكل ممكن، وأنت مأجور على مدافعتك لما يعرض لك من الوساوس ـ بإذن الله ـ وانظر الفتوى رقم: 147101.
فقد بينا لك سبيل التخلص من هذه الأوهام فعليك بلزومه، وأما تصديق هذه الخواطر فهو إن وقع اضطرارا بغير اختيار منك رجونا أن لا يكون عليك إثم، واعلم أن الذنوب لها أثر في تعسير الأمور وسد باب التوفيق على العبد، كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم { الشورى: 30}.
وأن التشاؤم والتطير من عمل أهل الجاهلية الذي لا يليق بمسلم شرفه الله بهذا الدين الحنيف وأعطاه عقلا تاما أن يسلم نفسه لهذه الخرافات التي لا أصل لها، وأما الفأل فقد كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم، والفأل هو الكلمة الطيبة كما ورد في الحديث، فوطن نفسك أن لا تتعدى حدود الشرع ولا تتجاوز ما أذن فيه، واستعن بالدعاء وبالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كلما عرض لك ما لا يجوز منها.
والله أعلم.