الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن الحديث المذكورصحيح، فقد رواه البخاري وغيره بروايات متعددة: فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا؟ فقالوا لرجل من قريش، فما منعني أن أدخله يا بن الخطاب إلا ما أعلم من غيرتك، قال وعليك أغار يا رسول الله؟.
وفي رواية أبي هريرة: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر وقال عليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار؟.
وفي رواية: ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا؟ فقالوا لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار؟. كلها عن البخاري.
والمعنى المسئول عنه واضح، فإن عمر كان شديد الغيرة والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه منعه من دخول القصر ما يعلمه من شدة غيرة عمر ـ رضي الله عنه ـ قال المناوي في فيض القدير: قد كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس غيرة وتبعه أكابر أصحابه على ذلك كما أشعر به ما أشير إليه من غيرة عمر . انتهى.
والله أعلم.