الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت من مقاطعة أولادك لك وإساءتهم إليك، فهم ظالمون وعاقون لك، وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر، كما أن الابن الأكبر إذا كان قد شهد زورا بأنك لم تسلم حق أمه وحلف على ذلك كاذبا أمام القاضي فقد جمع مع العقوق كبيرة أخرى من أكبر الكبائر، وكذلك أمه إن كانت أنكرت تسلم حقها فهي ظالمة وآكلة للمال بالباطل، فالواجب عليها التوبة من ذلك، وعلى أولادك أن يتقوا الله ويتوبوا مما وقعوا فيه من العقوق، وليعلموا أن الأب لا تجب عليه النفقة والسكنى لأولاده الكبار المكتسبين، وأن انفصال الوالدين لا يبيح التقصير في حقّ أحدهما، وإنمّا تجب المداومة على برّهما وطاعتهما في المعروف ولا تجوز طاعة أحد الوالدين في مقاطعة الآخر، أو الإساءة إليه، وانظر الفتوى رقم:
38342.
ونوصيك بالصبر وأن تنصح أولادك وتدعو لهم بالهداية والصلاح ولا تيأس، فإن دعوة الوالد لولده من الدعوات المستجابة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجه.
والله أعلم.