فإن كان الحال كما ذكرت من إساءة أبيكم إليكم بالسب واللعن والقذف، فهو ظالم ومرتكب لذنوب عظيمة، لكن ذلك لا يسقط حقه عليكم في البر والمصاحبة بالمعروف، ومن أعظم أنواع البر به والإحسان إليه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فعليكم أن تنصحوا والدكم وتخوفوه من اجترائه على هذه الكبائر، على أن يكون ذلك بأدب ورفق، وينبغي أن تبذلوا جهدكم في استصلاحه وإعانته على التوبة والاستقامة، ويمكنكم الاستعانة على ذلك ببعض الصالحين من الأقارب، أو غيرهم، وحثه على مصاحبة الصالحين وحضور مجالس العلم والذكر مع كثرة الدعاء له بالهداية، وإذا كنت متضررا من مساكنة والدك، فالأولى أن تبادر بالزواج ـ إن كنت قادرا عليه ـ وتنفصل عنه في مسكن مستقل وتداوم على بره، وإن كانت أختك غير متزوجة فإن استطعت أن تلتمس لها زوجا صالحا فذلك خير ومصلحة وإحسان إليها، وعلى كل حال فلكم أن تتخذوا ما أمكنكم من الوسائل التي تحول بينكم وبين ما يصدر من ضرر منه عليكم ولا يعتبر ذلك عقوقا، إذ لا ضرر ولا ضرار.
والله أعلم.