الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزواج من الخير ومن جملة أنواع الرزق، والدعاء بتعجيله أمر حسن، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 136453.
وأما طلب الدعاء من الغير، فله وجه فاضل لا يخالف الكمال، وله وجه مرجوح مخالف للأولى والأفضل.
ـ فالأول: أن يكون الطلب على وجه النفع لأخيك المسلم المطلوب منه الدعاء، بأن يحصل له مثل ما يدعو به للطالب.
ـ والثاني: أن يكون لمجرد طلب الحاجة والنفع للطالب نفسه.
وقد سبق لنا تفصيل ذلك وإيضاحه في الفتوى رقم: 18397.
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين نحو هذا التفصيل ثم قال: أما إذا طلبت منه أن يدعو لك وأنت لا تريد إلا مصلحتك فقط، فإن هذا يخشى أن يكون من المسألة المذمومة، لأن من جملة ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه أن لا يسألوا الناس شيئاً، وهذه مسألة ينبغي أن يتنبه لها حتى لا نقع في ذل المسألة. اهـ.
وزاد الشيخ في موضع آخر : على أن طلب الدعاء من الغير قد يترتب عليه مفسدة، وهي أن هذا الغير يعجب بنفسه ويرى أنه أهل لإجابة الدعاء. وفيه أيضا: أن هذا الطالب من الغير أن يدعو له قد يعتمد على دعاء المطلوب فلا يلح هو على ربه بالدعاء، بل يعتمد على دعاء غيره، وكلا المفسدتين شر. والذي أنصح به إخواني: أن يكونوا هم الذين يدعون الله عز وجل؛ لأن الدعاء عبادة والدعاء مصلح للقلب؛ لما فيه من الالتجاء إلى الله والافتقار إليه وشعور المرء بأن الله تعالى قادر على أن يمده بفضله. اهـ.
والله أعلم.