الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فإن كانت أختك تأتي بهذه الأفعال من سب أمها وضربها حال إدراك ووعي فهي عاقة لأمها، بل في أعلى مراتب العقوق، وتلك كبيرة من أكبر الكبائر التي تجلب سخط الله عز وجل ، فالواجب عليكم الإنكار عليها، ومنعها من هذا المنكر قدر الإمكان ، ولا يجوز لأبيكم أن يسكت على أفعالها المسيئة لأمها ، إلا أن تكون أختك معذورة بمرض نفسي أو عقلي ، فينبغي أن تسعوا في علاجها. أما إذا كانت تفعل ذلك مختارة فعليه أن يكفها عن هذا المنكر ، وعليك أن تبيني لها فحش معصيتها وفداحة جرمها، وتذكريها بما أوجب الله عليها من بر أمها والإحسان إليها، وتخوفيها عاقبة العقوق ، ولا يمنعك من ذلك كونها تدرس في كلية من كليات العلوم الشرعية، فلا يوجد أحد فوق النصح ، وإذا كان تدخلك بالإنكار على أختك وقت شجارها يترتب عليه مفسدة أكبر من فعلها، فلتكفي عن الإنكار باليد حينئذ، وانظري مراتب تغيير المنكر في الفتوى رقم : 22063 .
وأما عن تبرؤك منها وبغضك لها فينبغي أن تكون البراءة والبغض لأفعالها لا لذاتها ، وأن تحبي لها الهداية والصلاح ، فإنه ينبغي للمؤمن أن يتسع قلبه رحمة ورأفة للعصاة ، ويرجو لهم الهداية والتوبة.
قال ابن القيم في مشاهد الناس في المعاصي: أن يقيم معاذير الخلائق، وتتسع رحمته لهم ، مع إقامة أمر الله فيهم ، فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم ، لا قسوة وفظاظة عليهم. (طريق الهجرتين 1/154).