الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فقد فتحت هذه المرأة بابا للشيطان بينها وبين زوجها ليفسد من خلاله حياتهما الزوجية، والتفريق بين الأحبة من أكثر ما يحرص عليه الشيطان، ففي صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت.
قال الأعمش أراه: قال: فيلتزمه.
لقد كانت هذه الزوجة في غنى عن هذا كله إن سلكت سبيل الحكمة، فنصحت زوجها برفق ولين في الأوقات المناسبة ليقوم بإزالة هذه الصور، وأن لا تشدد معه في أمر وضعه رقما سريا على هذه الملفات.
أما وقد حصل ما حصل، فلتستعن بالله تعالى، وتسأله التوفيق والسداد إلى حل هذا الخلاف، وإذا أمرها زوجها بالرجوع إلى بيت الزوجية وجب عليها طاعته، فإن طاعة الزوجة زوجها في المعروف واجبة، كما بينا بالفتوى رقم: 1780.
وإذا لم ترجع إلى بيتها كانت ناشزا فتأثم بذلك، ولكن لاتسقط نفقتها بسبب الحمل فيجب على زوجها الإنفاق عليها، وانظر الفتوى رقم: 7455
وقد كان ينبغي على الزوج أن يتفقد حال زوجته وهي في بيت أهلها، فذلك من حسن العشرة ومما تستجلب به المودة، ولكن ليس من حق الزوجة رفض الرجوع إلى بيتها لكون زوجها لم يفعل ذلك، فهذا نفث من الشيطان فلتستعذ بالله تعالى من شره.
وكيد الكائدين، أو حسد الحاسدين مقدور عليه، إذ من الممكن التحصن منه قبل وقوعه، والعلاج منه بعد وقوعه، وذلك بالاعتصام بالله والتزام ذكره وشكره وحسن عبادته. ولمزيد الفائدة يمكن مطالعة الفتوى رقم: 5252.
والله أعلم.