الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:
فقد أوجب الله تعالى صلة الرحم وتوعد بالوعيد الشديد على قطعها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 31617
ومن أعظم الرحم التي تجب صلتها وآكدها الوالدان، بل والأم خاصة ، لما لها من عظيم الحق على ولدها، قال العيني في عمدة القارئ: وبر الوالدين من أعظم صلة الرحم.
والصلة لها أساليبها المختلفة، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 7683.
ولكن لا يجوز لمن كان قادرا على تحقيق الصلة بالزيارة أن يكتفي بغيرها، وكلما تقدمت بالوالدين السن وكانا في حالة ضعف تأكد أمر صلتهما وبرهما، وفقدان الذاكرة ليس بمسوغ شرعا لترك الصلة بالزيارة، وسبق أن بينا ذلك بالفتوى رقم: 46297.
وإذا كان من البر بالوالدين بعد موتهما صلة أهل ودهما فما بالك بصلتهما في حياتهما؟ وإذا لم يكن الأب، أو الأم في حالة يستحضر فيها كون هذا ولده، أليس للولد حاجة في أن يطمئن هو على أبيه، أو أمه ويراه ويتقرب إلى الله تعالى بزيارته ورؤيته له، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 54917.
ومن أهم ما يمكن أن نقوله في حكمة وجوب صلة الأقارب بالزيارة عند إمكانها تحقيق طاعة الله والاستجابة لما أمر به من صلة الأرحام، والحذر من أليم عقابه بقطعها، وهنالك فوائد أخر لصلة الأرحام ضمناها الفتوى رقم: 45476، فراجعها.
والله أعلم.