الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، ولا علاج لما تعاني منه إلا الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إلى شيء منها، وانظر الفتوى رقم: 134196 فلا تعر هذه الوساوس أي اهتمام، بل كلما عرضت لك فاطرحها عنك، ولا تفتش هل خرج شيء أو لا، ولا تبدل شيئا من ثيابك، واعلم أنك غير مؤاخذ بما في نفس الأمر، ولكنك متعبد بأحكام الشرع بحسب الظاهر، فلو فرض أنك أعرضت عن الشك والوسواس، وكان قد خرج منك شيء حقيقة دون أن تشعر فلست مؤاخذا بذلك، لأنك لا علم لك بحقيقة الحال، والله إنما تعبدك بتكاليف بينها وأظهر حكمها، ومما بينه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأصل عدم المشكوك فيه، فمن شك هل خرج منه شيء أو لا فلا يلتفت إلى هذا الشك حتى يتيقن، وذلك في مثل قوله صلوات الله عليه: فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. وهذا في حال الشك العادي، فكيف إذا وصل إلى حد الوسوسة كالذي تعاني منه، إننا نكرر نصحك بأن تعرض عن هذه الوساوس ولا تلتفت إلى شيء منها، مهما ألقى الشيطان في قلبك من الوسواس، ومهما قال لك إنك ستعذب في القبر أو في النار، فإنه ليس حريصا على مصلحتك، ولا على دفع العذاب عنك، بل همه إبعادك عن الله تعالى وشغلك بهذه الوساوس عما ينفعك، نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.