الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العلاج المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه هو القراءة على المصاب، فالأولى أن يرقى العضو كما يرقى غيره من الأوجاع، ومن ذلك ما جاء عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، بي وجع قد كاد يهلكني. قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امسحه بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم . رواه أبو داود وغيره.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للمريض: بسم الله، تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا. متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وصفة ذلك كما قال الإمام النووي رحمه الله: أنه أخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة، ثم وضعها على التراب فعلق به شيء منه، ثم مسح به الموضع العليل أو الجريح قائلاً الكلام المذكور في حالة المسح.اهـ.
وأما كتابة القرآن في هذا المكان من الجسد المجاور للأعضاء التناسلية فلا نراه جائزا، بل الواجب تعظيم كتاب الله وتنزيهه عن كتابته في ذلك المكان فقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32الحج:32). وقال تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. {الحج :30}.
وقال الإمام النووي: وأجمعت الأمة على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق وتنزيهه وصيانته. اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ويجب احترام القرآن حيث كتب، وتحرم كتابته حيث يهان. انتهى.
والله أعلم.