الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يتقبل هذه العمرة منك ومن والديك، وأن يجعل برك بهما سببا في كسبك رضاهما، وبالتالي كسب رضا الله تعالى. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. رواه الترمذي وغيره.
والطاعات عموما - ولا سيما الحج والعمرة - من أسباب التيسير ودفع البلاء. ولكن قد يؤخر الله تعالى ذلك لحكمة، والعباد يستعجلون. وقد يكون من حكمة هذا التأخير أن يرى الله تعالى من عبده ذلا وانكسارا ودعاء وافتقارا، فتزداد محبة الله له، ويزداد من الله قربا، ولو كشف مثل هذا الخير للعبد فربما تمنى تأخر رفع هذا البلاء. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي. فعليك بالصبر فعاقبة الصبر خير. وراجعي الفتوى رقم: 32180 ففيها بيان بعض فضائل الصبر.
ولا يلزم في تأخر الزواج أن يكون نوعا من العقاب، بل قد يكون مجرد ابتلاء. وقد يكون أحيانا لأسباب عادية. وقد يكون لأسباب غير عادية من سحر ونحوه، فينبغي التماس هذه الأسباب والسعي في إزالتها قدر الإمكان وبما يناسب. ولا ينبغي لأمك أو المجتمع عموما أن يلومك على أمر لا يد لك فيه، ولا تلتفتي إلى لومهم، بل افعلي ما هو ممكن من الأسباب كالدعاء بتضرع، ويجوز لك أيضا أن تستعيني ببعض صديقاتك، ولا بأس بأن تعرضي أمر زواجك بأدب وحشمة على من ترغبين في أن يكون زوجا لك، فهذا لا حرج فيه كما بينا بالفتوى رقم: 18430. وسيأتيك بإذن الله ما كتب الله لك، فالزواج رزق كغيره من الأرزاق.
ومجرد عملك في المقاولات ليس ذنبا إن كان هذا العمل مباحا في حد ذاته، ولكن إن كان فيه اختلاط محرم بالرجال ونحو ذلك فلا يجوز لك الاستمرار فيه، وإن كان المقصود التعامل مع الرجال في البيع والشراء بحشمة وأدب ومن غير اختلاط محرم فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
والله أعلم.