الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا داعي للوسوسة بحمد الله، ثم اعلمي أن ما رأيته من الدم اليسير بعد انتهاء عادتك وما صحبه من كدرة إذا كان قد تبين أنه ناشئ عن التكيس المذكور وليس خارجا من قعر الرحم شأن دم الحيض فهو استحاضة، وعليه فكان الواجب عليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل مع التحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع.
وأما الشق الثاني والثالث من سؤالك والمتعلق بالصفرة والكدرة فالمفتى به عندنا أن الصفرة والكدرة في زمن الحيض حيض، وبعده لا تكون حيضا إلا إذا كانت متصلة بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502 .
وعليه، فما ترينه من صفرة وكدرة بعد طهرك من الحيض وانقضاء مدة عادتك لا يعد حيضا، فلا تلتفتي إليه وإنما تفعلين ما ذكرنا مما تفعله المستحاضة، وأما إذا انقطع الدم في مدة العادة ثم رأيت في مدة العادة هذه الصفرة والكدرة فإنها تكون حيضا في قول الحنابلة وهو المفتى به عندنا، فيجب عليك أن تعيدي الغسل بعد انقضاء مدة عادتك. فإن كنت لم تفعلي فنرى أنه يسعك العمل بمذهب بعض العلماء القائلين بأن الصفرة والكدرة لا تعد حيضا بعد رؤية الطهر بكل حال.
والله أعلم.