الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فنسأل الله أن يقر عينك بزوج صالح، واعلمي أنّه لا حرج على المرأة أن تطلب من الرجل الصالح أن يتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: 108281.
وإلى أن يتيسر لك الزواج فإن عليك أن تصبري وتستعفي، ومما يعينك على ذلك كثرة الصوم مع الحرص على غض البصر، فإنه من أنفع الأمور لحفظ الفرج وصلاح القلب، وراجعي في فوائده وثمراته الفتوى رقم: 78760.
وعليك بستر وجهك عندما تخرجين خارج بيتك، فاستعيني بالله وجاهدي نفسك، واحمليها على غض البصر، واجتناب مواضع الفتن، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، واحرصي على مصاحبة الصالحات وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، والإلحاح في الدعاء مع إحسان الظن بالله، فإنّه قريب مجيب، ولا تتركي الدعاء يأسا من الإجابة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي. متفق عليه.
واعلمي أن الدعاء المشروع نافع بكل حال، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاث:ٍ إِمَّا أنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أنْ يَصْرِف عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللَّهُ أكْثَرُ. رواه أحمد.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 23231.
والله أعلم.