الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فحد الضرورة الذي يبيح ارتكاب الربا والإقدام عليه هو أن تطرأ على الإنسان حالة من الخطر أو المشقة الشديدة بحيث يخاف حدوث ضرر، أو أذى بالنفس أو بالعضو ـ أي عضو من أعضاء النفس ـ أو بالعرض، أو بالعقل، أو بالمال وتوابعها ويتعين، أو يباح عندئذ ارتكاب الحرام، أو ترك الواجب، أو تأخيره عن وقته دفعاً للضرر عنه في غالب ظنه ضمن قيود الشرع. انتهى من نظرية الضرورة الشرعية.
والذي نراه من خلال ما ذكرته هو أنه لا ضرورة بك إلى معاملة البنك المذكور أو غيره معاملة ربوية فلا يجوز لك الإقدام على الاقتراض منه، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وشؤم المعصية كبير، وعاقبة الربا وخيمة، وكم من إنسان كان في سعادة بما رزقه الله ولو قليلا حتى تقحم الربا طمعا في الدنيا ومكاثرة المال، فمحقت بركة ماله وأتته الهموم والغموم وضيق العيش ونكد الحياة، حتى صار يتمنى ويقول ياليتني لم أقدم على الربا، فاتق الله تعالى في نفسك وأهلك، واسع في عمل مباح يأتيك منه رزق حلال، ولن يضعيك ربك فقد رزق يوسف في الجب، ويونس في بطن الحوت، ومحمدا صلى الله عليه وسلم في الغار ومريم بنة عمران في المحراب.
والله أعلم.