الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فالذي يضبط تصرفك في ذلك المال هو ما اتفقت عليه مع أخويك أو ماجرى به العرف، وجمع الرواتب عندك إن كان القصد منه وضعها للاستهلاك ومصروفات البيت وما أشبه ذلك، فإن من أخذ منها شيئا لهذا الغرض لا حرج عليه، والمرجع في ذلك إلى العرف ورضى الجميع ـ كما ذكرنا سابقا ـ وأما إذا كان وضعها لغير ذلك، فإن التصرف فيها لا يجوز أن يخالف ما وضعت له أصلا، ومن أخذ منها شيئا بغير علم شركائه يكون متعديا، ويضمن ما أخذ حتى يرده، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: على اليد ما أخذت حتى تؤديه.
وعن أبي هريرة رفعه قال: إن الله يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإن خانه خرجت من بينهما. رواه أبو داود والبيهقي والدارقطني وأخرجه الترمذي.
ومهما يكن من أمر فمرد ما ذكرته إلى ما اتفقت عليه مع أخويك وتراضيتم عليه فيما بينكم أو جرى به العرف.
والله أعلم.