الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن العين حق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويشرع التعويذ منها بالمعوذات خشية على الشخص من عين الحاسدين، لما في البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل.
ويمكن أن تقرأ على الشخص أعوذك بضم الهمز وفتح العين وكسر الواو مشددة من التعويذ، لما جاء في مسند ابن راهويه عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ حسنا وحسينا: أعوذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ـ ويقول: وكان أبوكما إبراهيم يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق. اهـ. قال المحقق: د. عبد الغفور بن عبد الحق البلوشي: صحيح على شرط البخاري.
وأما أعوذك بالثلاثي فلا تصح من الناحية اللغوية، لأن هذا الفعل لازم ولا يفيد المعنى المطلوب من تحصين الشخص لغيره وتعويذه إياه.
هذا وننبه إلى أن الأولى بالشخص الذي يخاف عليه الحسد أن يواظب بنفسه على التحصينات الربانية والأدعية المأثورة، لما في حديث السنن: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء.
وفي حديث النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين: ما تعوذ الناس بأفضل منهما.
وعن أبي سعيد قال: كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتعوّذُ من الجانّ وعين الإِنسان حتى نزلت المعوّذتان، فلما نزلتا أخذَ بهما وتركَ ما سواهما. أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه.
وإذا دعا له غيره فنرجو أن ينفعه الله بذلك، وأن يحصنه به، وأن يدخل ذلك في الدعاء للمسلم بظهر الغيب، لما في الحديث: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل. رواه مسلم.
ولا نعلم ما يفيد تخصيص عدد معين في ذلك.
والله أعلم.