الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك أخطأت فيما قلته من تفضيل أمك على السيدة خديجة، لكن ذلك لا يسوّغ لزوجتك ما وقعت فيه من رميك بالكفر، فذلك إثم عظيم وظلم مبين، والذي ننصحك به أن تجتهد في استصلاح هذه الزوجة بالوسائل المشروعة من الوعظ والهجر في المضجع والضرب غير المبرح، واعلم أن الضرب مباح للتأديب بعد استعمال الوعظ والهجر وعدم إفادتهما. قال النووي: والوعظ التذكير بما يلين القلب لقبول الطاعة واجتناب المنكر، ثم إذا لم يفد الوعظ هجرها أي تجنبها في المضجع، فلا ينام معها في فرش لعلها أن ترجع عما هي عليه من المخالفة، ثم إذا لم يفد الهجر ضربها أي جاز له ضربها ضربا غير مبرح، وهو الذي لا يكسر عظما ولا يشين جارحة، ولا يجوز الضرب المبرح ولو علم أنها لا تترك النشوز إلا به، فإن وقع فلها التطليق عليه والقصاص، ولا ينتقل لحالة حتى يظن أن التي قبلها لا تفيد.
والله أعلم.