الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك بالاستمرار في مدافعة الوساوس حتى يمن الله عليك بالتخلص منها والشفاء من جميعها، ثم اعلمي أولا أن الإفرازات الخارجة من فرج المرأة المعروفة عند العلماء برطوبات الفرج طاهرة غير نجسة على الراجح، فلا يجب الاستنجاء منها ولا غسل ما يصيب الثياب أو البدن منها، وهي ناقضة للوضوء عند جمهور أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 110928.
فإذا تيقنت من خروج شيء من هذه الإفرازات فقد انتقض وضوؤك سواء كنت في الصلاة أو خارجها، وسواء توضأت قبل الوقت أو بعده ما دمت غير مصابة بسلس الرطوبات، وأما مع الشك فلا ينتقض وضوؤك، ولا يلزمك التفتيش للتأكد من خروج شيء لأن الأصل عدم خروجه ولا يزول هذا الأصل بمجرد الشك.
وعليه، فالذي ينبغي لك تجاهل ما يعرض لك من الشكوك في خروج هذه الإفرازات حتى يحصل لك اليقين الجازم بانتقاض وضوئك، ثم إن من العلماء من يرى عدم انتقاض الوضوء بخروج هذه الإفرازات، وهذا القول وإن كان مرجوحا عندنا لكن قد يسعك الأخذ به ريثما يذهب الله عنك هذه الوساوس.
وأما الاستنجاء الصحيح فأمره سهل جدا بحمد الله، فلا يجب عليك إلا أن تغسلي الموضع المتنجس بالماء حتى يعود خشنا كما كان قبل قضاء الحاجة، ويكفي في حصول الإنقاء غلبة الظن، فإذا غلب على ظنك أنك قد طهرت المحل فقد فعلت ما وجب عليك، ولا تسترسلي بعد هذا مع ما يعرض لك من الوساوس، وكذا الوضوء يكتفى في إسباغه بغلبة الظن، فإذا كان قد غلب على ظنك أن الماء وصل إلى محل الفرض من رجلك بهذا الصب المذكور فلا تلتفتي إلى الوسوسة والشك في عدم وصوله، وانظري الفتوى رقم: 143957 وما فيها من إحالات.
والله أعلم.