الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس فيما ذكرته شيء من الاستهزاء، ونحن نحذرك من الوساوس التي يؤدي الاسترسال معها إلى شر عظيم، سواء في باب الاستهزاء أو في غيره من أبواب الدين، ثم اعلمي أن المخاوف التي تعرض لك من استهزاء الناس بك وسخريتهم منك إنما هي محض أوهام يلقيها الشيطان في قلبك، وليس لها حقيقة في الواقع، فالذي ننصحك به أن تتجاهلي هذا الشعور ولا تعبئي به، ولا ينبغي له أن يحملك على التشبه بالمتكبرين في سلوكهم، بل تصرفي في جميع شؤونك بصورة طبيعية عادية، فإن أحدا من الناس لا يستهزئ بك ولا يسخر منك، وعلى فرض أن ذلك حصل فما دمت تفعلين هذا الفعل تقربا إلى الله تعالى فلا تضرك سخرية الساخرين ولا استهزاؤهم فإن وبال ذلك عليهم، فالمسلم إذا جعل قصده مرضاة الله تعالى لم يبال رضي الناس أو سخطوا.
والله أعلم.