الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على إحسانك إلى زوجتك ومعاشرتك إياها بالمعروف وتحملك لأذاها. ونصيحتنا لك أن تستمر على ما أنت عليه من الحلم والعطف، وأن تتجاهل ما يصدر من زوجتك حال غضبها وتعتبره لغوا من اللغو لا اعتبار له ولا تأثير، لأنها سرعان ما تندم عليه، وكأن ما بها حالة نفسية تنتابها عند الغضب وعلاجها يكون بتجنبها لأسباب الغضب واستشارة الطبيب النفسي لعلاجها من هذا المرض، مع أخذها بالأسباب النبوية لعلاجه ودفع شره كالاستعاذة منه والتوضؤ أوغسل الوجه وتغيير الهيئة ونحوها فهو من الشيطان، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد يريد وصية جامعة مانعة فكانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم له هي: لا تغضب ـ ولم يزده عليها، قال ابن التين ـ رحمه الله تعالى: الغضب يجمع الشر كله.
ومعنى الوصية النبوية أن الإنسان يجب أن يحذر من تعاطي أسباب الغضب، ولا سيما من كان يصل به الغضب إلى التلفظ بالكلام البذيء والتصرف بما لا ينبغي، فبين لزوجتك ذلك، كما ينبغي أن تبين لها أيضا حرمة سباب المسلم فهو من الفسوق: كما في الحديث: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه.
وخاصة إذا كان المسلم زوجا فتعظم المصيبة وتكون نشوزا، والنشوز كبيرة من الكبائر فعليها أن تتجنب ذلك إن كان في استطاعتها كما ذكرت، وقد بينا خطورة الغضب وكيفية علاجه في الفتاوى التالية أرقامها: 8038، 5896462950
كما ننبهك إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالنساء في غير ما حديث، فقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرًا، إلى آخر الحديث. رواه ابن ماجه. وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي. وقال: اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة. رواه ابن ماجه.
ومعنى أحرج: أي أضيق على الناس في تضييع حقوقهما، وأشدد عليهم في ذلك.
والإحسان إلى المرأة ومعاشرتها بالمعروف والتغاضي عن هفواتها كل ذلك مطلوب ومرغب فيه، ولو لم تكن مستقيمة، فالرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه يقول: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء.
وبهذا يتبين للسائل مدى أهمية الحرص على معاملة الزوجة بالمعروف والرفق بها والإحسان إليها، وأنها في الغالب لا تخلو مما يكدر صفو الزوج بأذيتها له بلسانها وتقصيرها في حقه، وقد ذكرت أنها في حال صفوها من الغضب طيبة تعتذر إليك وتندم على فعلها وما صدر منها أثناء غضبها، فادفع سيئتها بحسنتها واعذرها ما استطعت فيما يصدر منها عند غضبها مع الحاجة إلى علاجها مما ذكرت، ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بهذا الموقع.
والله أعلم.