الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد في عدة أحاديث أن مدينة رومية والقسطنطينية ستفتحان وتدخلان في الإسلام في آخر الزمان، ولم نقف على حديث يذكر فيه أن رومية ستدافع عن المسلمين عند ما يهاجمهم الكفار، ولكن من الطبيعي أنها إذا دخلت الإسلام ستدافع عن المسلمين كغيرها من البلاد التي تدخل في الإسلام، ومن الأحاديث الواردة في فتح رومية ما رواه الحاكم في المستدرك وغيره عن عبد الله بن عمرو قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بل مدينة هرقل أولا ـ يعني القسطنطينية. صححه الذهبي في التلخيص، والألباني في السلسلة الصحيحة.
ومما ورد في فتح القسطنطينية ما روه الإمام أحمد في المسند والحاكم في المستدرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش. قال عنه الذهبي في التلخيص: صحيح.
قال الألباني في السلسلة الصحيحة: وقد تحقق الفتح الأول ـ يعني فتح القسطنطينية ـ على يد الفاتح العثماني بعد ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح، وسيتحقق الفتح الثاني ـ بإذن الله تعالى ـ ولا بد. اهـ.
ورومية قال عنها ياقوت الحموي في معجم البلدان: إنها تقع شمالي وغربي القسطنطينيّة بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر، وهي اليوم بيد الإفرنج، وملكها يقال له ملك ألمان، وبها يسكن البابا الذي تطيعه الفرنجية، وهو لهم بمنزلة الإمام.
فظاهر أنه يقصد مدينة روما التي هي اليوم عاصمة إيطاليا.
والله أعلم.