الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أنه يجب على المسلم أن يحفظ لسانه عن قالة السوء وسب الناس والنيل من أعراضهم، وراجعي في فضل حفظ اللسان وفي خطورة إطلاق العنان له بالسوء الفتوى رقم: 96419.
فلا يجوز سب المسلم أو أصوله أو فروعه ولو لم يكونوا من أهل البيت فضلا عن أن يكونوا منهم، فلم يكن يجوز لك سب تلك المرأة أو آبائها سواء كانت من أهل البيت أو لا، لكونهم من جملة المسلمين ولا تجوز أذيتهم، وما دمت عرفت خطأك وتبت إلى الله تعالى منه فنسأل الله أن يقبل توبتك، ومن رحمة الله بعباده أنه لا يؤاخذهم بحديث النفس حتى يظهروا ذلك قولا أو عملا، فقد ثبت في السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه ولم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل. متفق عليه.
وأما هذه الوساوس فأعرضي عنها ولا تلتفتي إلى شيء منها، فأنت بحمد الله على ملة الإسلام، فلا تسمحي للشيطان أن يبذر في قلبك بذور الشر، ويلقي فيه هذه الوساوس، فإنه يريد بها أن يحول بينك وبين الخير، ويحول حياتك إلى شقاء وعناء، فاطرحي عنك هذه الوساوس جملة، ولا تعبئي بها البتة، وكلما ألقى الشيطان في نفسك شيئا منها، فجاهدي نفسك في الإعراض عنه، وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم. واعلمي أن هذه الوساوس لا تضرك، بل إنك تؤجرين على مدافعتها ومحاولة التخلص منها، وانظري الفتويين رقم: 51601 ورقم: 147101
والله أعلم.