الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان السائل يعلم أن الحائل الملتصق بالشعر لم يكن طارئا، بل هو من بقية ما يرى أنه مني متجمد، فما قام به من غسل موضع الحائل بنية الجنابة يعتبر صحيحا، ولو مضى على ذلك بضع ساعات، لكن عليه قضاء الظهر عند أكثر أهل العلم وهو الأحوط، لأن صلاة الجمعة تمت بطهارة غير كاملة فيما يبدو، وذلك لأن كل ما يحول دون وصول الماء إلى البشرة والشعر يعتبر حائلا لا بد من إزالته، وإلا لم يصح الغسل ولا الصلاة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 150617
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يعفى عن الحائل اليسير، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 137118.
ثم إن إزالة شعر العانة من خصال الفطرة التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها، ولا ينبغي أن تترك أكثر من أربعين يوما، بل ينبغي فعلها إذا دعت الحاجة إليها قبل ذلك، قال المناوي في فيض القدير بعد أن ذكر استحباب قص الشارب ونتف شعر الإبط وحلق شعر العانة: وهذه الثلاثة لا تترك أكثر من أربعين يوما، لحديث أبي داود عن أنس: وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة، فهي مضبوطة بالحاجة، والأربعون غاية الترك، والأفضل فعلها في كل أسبوع ـ كما مر ـ فيندب تعهد ذلك كل جمعة، فإن لم يفعل فلا يهمله فوق أربعين. انتهى.
والله أعلم.