الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول لك أولا بارك الله فيك، ووفقك لما يحبه ويرضاه. ونصيحتنا لك أن تدوم على ما أنت عليه من تقدير أبويك وبرهما وتجنب ما يسخطهما بحكمة وعطف وبر ولين دون أن تؤذي زوجتك الصالحة كما وصفتها أوتؤذي أصهارك أوتسيء إليهم بغير حق، ولا يجب عليك أن تطلق زوجتك والحال ما ذكرت، ولو أمرك بذلك أبواك، إذ ليس ذلك من المعروف، والطاعة إنما هي في المعروف، واعلم أنك مأجور على صبرك وتحملك لما تجده منهما من مضايقات، ولعل الله يبارك لك في مالك وزوجك وولدك وعمرك بسبب صلة أبويك ولطفك بهما وخفضك الجناح لهما، ومن البر بهما صلتهما بالمال ولو لم يكونا محتاجين إليه، وينبغي أن تسعى دائما فيما تصلح به بين زوجتك وبين أهلك وإقناعهما بأن زوجتك لاعلاقة لها بما صار أو يصير بينهم وبين أصهارك، لكن لا بد من الحكمة في ذلك وتوخي الأوقات المناسبة لعرض الأمر عليهما ومحاورتهما فيه، ولا سيما وأنها قد صارت أما لحفيدهم، ومهما يكن من أمر فالذي ننصحك به هو أن تظل على برك بأبويك وتجنب ما يسخطهما والمبالغة في مرضاتهما دون أن يخل ذلك بإحسانك إلى زوجتك ومعاشرتها بالمعروف، ولعل الله يفرج همك ويكشف غمك ويزيل ما في نفس أبويك ليلتئم الشمل ويندمل ذلك الجرح.
والله أعلم.