الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسواء كان ما ذكره والدك عن قبيلة هذا الشاب يعد قدحا في الكفاءة من حيث النسب أم لا، فإن الراجح عندنا أن اختلاف النسب لا يؤثر في الكفاءة بين الزوجين، وأن المعتبر في الكفاءة بين الزوجين هو الدين فقط، كما سبق أن بيناه في الفتوى رقم: 2346.
فإذا كان هذا الشاب كفؤاً لك وكان رفض أبيك لمجرد اختلاف النسب، فعليك أن تجتهدي في إقناع والدك بقبول هذا الشاب، وتستعيني على ذلك ببعض الأقارب مّمن يقبل قولهم، فإن أصرّ على الرفض فمن حقّك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليأمره بتزويجك أو يأمر غيره من أوليائك، فإن أبوا زوّجك القاضي، كما بينّاه في الفتوى رقم: 79908.
ولكن ننبه إلى أنّ الغالب أن الأب يحرص على اختيار الأفضل لابنته، كما ننبه إلى وجوب بر الوالد بكل حال فإن حقه عظيم، واعلمي أن إعجابك بهذا الشاب لدينه وخلقه ليس محرما ولا منافيا للآداب ما دام لم يحملك على مخالفة الشرع، وأما عن قوله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح ـ فمعناه ـ والله أعلم ـ أن أفضل علاج للتعلق القلبي بين الرجل والمرأة هو الزواج، قال المناوي: أراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره إذا وجد إليه سبيلا.
والله أعلم.