الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالوسوسة من شر الأدواء التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، وعلى المبتلى بهذا الداء العضال أن يجاهد نفسه في تركها ومحاولة التخلص منها والإعراض عنها، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن جميع الوساوس، سواء منها ما كان في باب العبادات أو في باب العقائد، فمهما وسوس لك الشيطان بشيء في أمر العقيدة فلا تلتفتي لوسواسه، واعلمي أنه من كيده ومكره يريد أن ينغص عليك حياتك، فتعوذي بالله من شره ولا تعبئي بما يلقيه في قلبك من الخواطر، واعلمي أن ورود هذه الخواطر لا يضرك بحال، وأنك بحمد الله على ملة الإسلام لم تخرجي منها، فلا تغتسلي إذا ورد عليك شيء من هذه الوساوس، لأنك لم تخرجي من الملة واغتسالك لورودها هو استرسال منك مع هذه الوساوس، وهو يؤدي بك إلى مزيد استرسال معها وهكذا، بل عليك أن تعرضي عنها إعراضا تاما كليا حتى يذهب الله بها، وإن وجدت في ذلك بعض مشقة فإن الله سيعينك على التخلص من هذه الوساوس بالمجاهدة والاستعانة به تعالى، وكذلك فافعلي مع الوساوس التي تعرض لك في باب العبادات، فمهما وسوس لك الشيطان أنك نسيت في صلاتك شيئا، أو نسيت عضوا من أعضاء الوضوء لم تغسليه، أو نسيت شيئا في الغسل، أو أصابتك نجاسة فلا تلتفتي إلى شيء من ذلك البتة وامضي في عباداتك غير عابئة بهذه الوساوس، فإنه لا علاج لما تعانين منه سوى ما ذكرناه، وعليك أن تتوبي إلى الله تعالى من الجمع بين الصلوات على وجه لا يجوز، وإنما حملك على هذا استرسالك مع الوساوس، فلو عملت بما أوصيناك به من الإعراض عن الوساوس فإنك ستتمكنين من فعل عباداتك على وجه عادي لا تعب فيه ولا معاناة، نسأل الله لك الشفاء والعافية، وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 134196، 147101، 51601.
والله أعلم.