الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحق الوالدين عظيم وبرهما واجب مهما كان حالهما، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 3459.
فالواجب عليك بر والديك والحرص على رعايتهما ـ ولا سيما وقد كبراـ فهما أحوج إلى الرعاية والخدمة، لكن لا يجب على زوجتك أن تطيعك في السكن في بيت أبيك، لأن للزوجة حقا في المسكن المستقل المناسب، فإذا رفضت زوجتك الإقامة معك في بيت أبيك لكونه مسكنا غير مستقل أو لكونه غير مناسب لسكناها، فيمكنك البحث عن مسكن قريب من بيت والديك بحيث تتمكن من زيارتهما ورعايتهما على الوجه المطلوب، واعلم أن خدمة والديك ورعايتهما واجبة على جميع أولادهم، وإذا لم يكن بإمكانك أن تسكن قريبا من والديك فعليك زيارتهما بالقدر الذي لا يضرك، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 133885
وأما إخوتك فالواجب عليك صلتهم وإن قطعوك، فعَنْ عبد الله بن عمرو عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا. صحيح البخاري.
لكن إذا كان عليك ضرر في صلتهم أو كنت تقطعهم زجرا لهم عن المنكرات فلا حرج عليك، وانظر الفتوى رقم: 14139
مع التنبيه على أنّ الشرع لم يحدد لصلة الرحم أسلوباً معيناً أو قدراً محدداً، وإنما المرجع في ذلك إلى العرف واختلاف الظروف، فتحصل الصلة بالزيارة والاتصال والمراسلة والسلام وكل ما يعده العرف صلة، ومن أعظم أنواع البر والصلة لوالديك وإخوتك دعوتهم إلى الله ونصحهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 3830.
والله أعلم.