كثرة التخيلات قد تصيب الإنسان بمرض الوسوسة

15-8-2011 | إسلام ويب

السؤال:
عندما تقود السيارة وتقترب من الجدار أنت لا ترى المسافه بين مقدمة السيارة والجدار، فإذا تخيلت الموقف أو ما يجري أي تخيلت مقدمة السيارة وبعد مقدمة السيارة عن الجدار والقسم الأسفل من الجدار المواجه للسيارة وتخيلت كل التفاصيل مثل شكل مصباح السيارة ورمز السيارة والنتوؤات الموجودة على الجدار ولونه أي باختصار كل التفاصيل التي باستطاعتك تخيلها حسب قدرة تخيلك، والهدف من كل تلك التخيلات هو صف وإيقاف السيارة بصورة مرتبة وقريبة من الجدار جدا لكي تعطي المجال للسائقين الآخرين، وكل تلك التخيلات المذكورة أعلاه تتخيلها بإرداتك، وليس حديثا من نفسك أو خواطر وأنت جالس في مقعدك بالسيارة لا ترى ما يحدث من التخيلات التي تتخيلها، فهل وقعت في الشرك بسبب أنك حاولت معرفة الغيب ودخلت في الكهانة؟ وهل ذلك من علوم الباراسايكلوجي وما يسمونه بالخروج من النفس لمعرفة الغيبيات؟ مع العلم أن ذلك يدخل في العديد من أمور حياتنا مثلا الطهارة بعد قضاء الحاجة تناول الطعام فمثلا عندما تتناول الطعام تتخيل رأسك ووجهك وفمك وتفاصيل وجهك وفمك لكي تضع اللقمة في ـ طبعا التخيل يختلف من شخص لآخر ـ فمك، فما حكم ذلك؟ وعندما أفرش أسناني أتخيل ما في داخل فمي: أتخل الجانب العلوي الذي أفرشه بالفرشة وأتخيل الفرشة التي تفرشه أي أتخيل الأشياء التي لا أراها أثناء تلك العملية وكأنه لا يوجد لي خد وكأن فرشة الأسنان شفافة وكل شيء مكشوف، فما حكم ذلك؟ وإذا كنت تقف أمام باب بيتك هل تستطيع تخيله من الداخل؟ مثلا تخيل الباب من الداخل وكأنك تراه من الداخل وقس على ذلك الكثير من الأمور؟ تقول لي فكرة إن هناك فكرة بين أن تحدثك نفسك ـ كما ورد في الحديث الشريف ـ وهناك فرق أن تحدثها أنت وتتخيل الأشياء بإرادتك إذا تعذر عليكم الرد على هذه الأسئلة فأخبروني كي أرسلها على عدة مراحل كما هو مطلوب، وسبب جمعي إياها في رساله واحدة هو أنها تتمحور حول نفس الموضوع تقريبا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فليس في محاولة تخيل ما ذكرت شيء من الشرك ولا الكهانة، والإنسان السوي الخالي من الأمراض النفسية والوسوسة لا يحصل له تخيل تفاصيل وجهه ورأسه وفمه عند الأكل، وإنما يضع اللقمة في فيه بيسر وسهولة من غير دخول في تلك الوساوس، ونحن ننصح الأخ السائل بالبعد عن مثل هذه الوساوس كما ننصحه بمراجعة طبيب نفسي فإن تلك التخيلات والمبالغة فيها قد تدل على وجود حالة مرضية تستدعي العلاج، وقد وجدنا في جميع أسئلتك شيئا من الافتراضات والتخيلات يحسن البعد عنها. وانظر الفتوى رقم: 106886

والله أعلم.
 

www.islamweb.net