الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما أخوك فإنه مقيم على ذنب عظيم وكذا أبوك هداهما الله، والواجب عليك أن لا تمل من المناصحة والتذكير، فلعل ذلك يكون نافعا لهما، ويمكنك تذكير أبيك إن كان يغضب من النصيحة المباشرة بالطرق غير المباشرة كإهداء مطوية أو شريط أو وصية من يكلمه في ذلك ممن له تأثير عليه ونحو ذلك من الوسائل، وعليك أن تبين خطورة ترك الصلاة، وأن تاركها عرضة لعقوبة الله العاجلة والآجلة، وأنه شر من الزاني والسارق وشارب الخمر وقاتل النفس، وأنه خارج من الملة مستوجب للخلود في النار عند كثير من العلماء، وانظر الفتوى رقم: 130853.
وكذا ترك الصيام فإنه من أكبر الموبقات، وانظر الفتوى رقم: 111650.
وأما معاملة أخيك فإن هجره أو صلته أمر خاضع للمصلحة الشرعية، فإن كان بحيث لو هجرته انزجر وتاب فهجره أولى، وإن كان هجره يزيده تماديا وعتوا فصلته أولى، وانظر الفتوى رقم: 157935.
وأما أبوك فحقه آكد وحرمته أعظم، فعليك ببره والإحسان إليه، وربما يكون برك له سببا في هدايته ورجوعه عن ذنبه ـ بإذن الله ـ
وأما احتجاجه بالآية فغلط منه هداه الله، لأن هذه الآية في التائبين، وأما الإصرار على المعصية ورجاء المغفرة فهو من الخذلان نسأل الله العافية.
وأما الصلاة التي تنام عنها فإن وقتها يكون حين استيقاظك، وهل يجب عليك أن تقضيها على الفور بحيث تأثم لو أخرتها عن وقت الاستيقاظ أو يجوز لك التأخير ويجب القضاء على التراخي؟ في ذلك خلاف بين العلماء والأحوط أن تبادر بالقضاء خروجا من الخلاف ومسارعة لإبراء الذمة إلا أن يكون لك عذر كمدافعة الأخبثين أو حضور الطعام أو نحو ذلك مما يحول بينك وبين الخشوع فلا حرج عليك في التأخير إذن، وانظر الفتوى رقم: 158977.
وأما أختك: فلا حرج عليك في ترك ما زاد على السلام من الصلة إذا كان يترتب عليه ضرر فإن لم تخش ضررا فالواجب صلتها بما يتعارف الناس عليه أنه صلة.
والله أعلم.