الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرفع عنك الظلم وعن جميع المظلومين ويفرج كروب جميع المسلمين، ونوصيكم بالصبر فهو أفضل، لقوله تعالى: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور {الشورى:43}.
كما يجوز للمظلوم الدعاء على من ظلمه، ودعوة المظلوم من الدعوات المستحابة، كما في حديث البخاري ومسلم: واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.
والله تعالى سينصف المظلوم ممن ظلمه، كما في حديث البخاري: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.
وقد ينال الظالم في الدنيا من عقوبة الله تعالى ما شاء الله، وقد يملي له ثم يأخذه أخذة شديدة، كما في حديث الصحيحين: إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد.
والله أعلم.