الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت قادرا على الزواج ومحتاجا إليه فلتبادر به ولا تؤجله، فليس في إنفاق أبيك عليك ما يمنعك من الزواج، بل إنك إذا خشيت الوقوع في الحرام وجب عليك التعجيل بالزواج وحرم عليك تأخيره، قال البهوتي الحنبلي: وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا.
ولا يجوز لك ممارسة ما يعرف بالعادة السرية، فهي عادة منكرة لها آثارها السيئة، وقد سبق بيان حكمها وكيفية التخلص منها في الفتوى رقم: 7170
أما بخصوص اختيار الزوجة فالمعتبر في ذلك هو دينها وخلقها قبل كل شيء، لكن ذلك لا يمنع من اعتبار الجوانب الأخرى في الاختيار، بل إن مراعاة الزوج ما يوافقه في الزوجة، أدعى لحصول المودة بين الزوجين فقد روي عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة.
قال ابن قدامة: ويختار الجميلة، لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته ولذلك شرع النظر قبل النكاح.
ومن المعلوم أن الجمال نسبي، فما يوافق شخصاً قد لا يوافق آخر، والعبرة بالقبول، والنصيحة لمن يقدم على الزواج أن يتقي الله ويحسن قصده بالزواج ويتعلم أحكامه وآدابه الشرعية قبل أن يقدم عليه ويحرص على التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في معاملة أهله.
والله أعلم.