الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج كربك وأن ييسر أمرك، ثم اعلم ـ بارك الله فيك ـ أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، والذي ننصحك به أن تتحلى بقدر من الشجاعة في مواجهة مشكلتك، فتوطن نفسك على الصبر والرضا بما يقدره الله تعالى كائنا ما كان، عالما أن اختيار الله تعالى لك خير من اختيارك لنفسك، وأنه تعالى أرحم بك من أمك التي ولدتك، فتثق بتدبيره لك وتتوكل في جميع أمورك عليه، فإن من توكل على الله بصدق لم يخب له سعي، كما قال تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه {الطلاق:3}. وقال تعالى: أليس الله بكاف عبده{ الزمر:36}.
ثم اجتهد في الدعاء وإصلاح قلبك وإخراج ما عسى أن يكون خالطه من سوء الظن، ومهما أصابك من مصيبة أو فشل فلا تجعل هذا نهاية المطاف، بل حاول أن تستأنف العمل مرة أخرى في جد ونشاط، وأدم التوبة والاستغفار، فإن المصائب إنما تصيب العبد بسبب ذنوبه، كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى: 30}.
واحرص على الاستخارة قبل أن تخطو خطوة في أي أمر من أمورك المهمة، مع مشاورة الناصحين من أهل الخبرة فإنه ما خاب من استخار الخالق واستشار المخلوق، وفقك الله لما فيه رضاه.
والله أعلم.