الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أمك بهذه الصفات التي ذكرت فهي ظالمة لك، ولكن ذلك لا يبرر الإساءة إليها أو التقصير في برها والإحسان إليها فإن حق الأم عظيم ومهما كان حالها فإن حقها في البر لا يسقط، فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 103139، 101410، 68850.
فعليك بالاستعانة بالله والاجتهاد في برها والإحسان إليها والدعاء لها وعدم الاستسلام لمشاعر الكراهية نحوها، والنظر إلى الجوانب الطيبة في سلوكها، وما جعل الله لها من الحق لما لاقته في الحمل والوضع والتربية في الصغر، والحرص على طاعتها في المعروف، أما إذا أمرتك بمعصية أو بما لا تطيقينه فلا طاعة لها، وانظري الفتوى رقم: 76303.
واعلمي أنك إن التزمت حدود الله في معاملتها، فإنه لا يضرك كراهيتك لها أو عدم رضاها عنك، لكن ننبهك إلى أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ { فصلت:34}.
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟.
والله أعلم.