الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن السعي للإفساد بين المسلمين وتحريض بعضهم على بعض من أعظم المنكرات ومن كبائر الذنوب، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا بَلَى، قَالَ: إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ. رواه أبو داود.
قال العظيم آبادي: أي هي الخصلة التي من شأنها أن تحلق الدين وتستأصله كما يستأصل الموسى الشعر، وفي الحديث حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب عن الإفساد فيها، لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين وفساد ذات البين ثلمة في الدين.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة. رواه الترمذي.
قال المناوي:أي التسبب في المخاصمة والمشاجرة بين اثنين أو قبيلتين بحيث يحصل بينهما فرقة أو فساد، فإنها الحالقة أي الماحية للثواب المؤدية إلى العقاب.
كما أن إثارة النعرات الجاهلية وإحياء العصبيات للجنسيات والبلدان أمر مخالف للشرع ومناف لمقاصده، وانظر الفتوى رقم: 35576.
والله أعلم.