الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فقد يكون ما تجده عند أسفل فتحة الذكر ماء من أثر الاستنجاء وليس بولا خارجا من الذكر, وقد قيل إن الذكر كالضرع إنْ تَرَكْته قَرَّ وَإِنْ حَلَبْته دَرَّ.
قال شيخ الإسلام وهو يبين بدعية بعض الأفعال التي أحدثها الناس عند التبول: وَالْبَوْلُ يَخْرُجُ بِطَبْعِهِ وَإِذَا فَرَغَ انْقَطَعَ بِطَبْعِهِ وَهُوَ كَمَا قِيلَ : كَالضَّرْعِ إنْ تَرَكْته قَرَّ وَإِنْ حَلَبْته دَرَّ، وَكُلَّمَا فَتَحَ الْإِنْسَانُ ذَكَرَهُ فَقَدْ يَخْرُجُ مِنْهُ وَلَوْ تَرَكَهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ . وَقَدْ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهُ وَهُوَ وَسْوَاسٌ وَقَدْ يُحِسُّ مَنْ يَجِدُهُ بَرْدًا لِمُلَاقَاةِ رَأْسِ الذَّكَرِ فَيَظُنُّ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَمْ يَخْرُجْ . وَالْبَوْلُ يَكُونُ وَاقِفًا مَحْبُوسًا فِي رَأْسِ الْإِحْلِيلِ لَا يَقْطُرُ فَإِذَا عَصَرَ الذَّكَرَ أَوْ الْفَرْجَ أَوْ الثُّقْبَ بِحَجَرِ أَوْ أُصْبُعٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ خَرَجَتْ الرُّطُوبَةُ فَهَذَا أَيْضًا بِدْعَةٌ وَذَلِكَ الْبَوْلُ الْوَاقِفُ لَا يَحْتَاجُ إلَى إخْرَاجٍ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ لَا بِحَجَرِ وَلَا أُصْبُعٍ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ بَلْ كُلَّمَا أَخْرَجَهُ جَاءَ غَيْرُهُ فَإِنَّهُ يَرْشَحُ دَائِمًا ... اهـ
إذا تبين لك ما ذكرناه، فالذي ننصحك به أنك إذا دخلت الخلاء لقضاء الحاجة فامكث بقدر ما تقضي حاجتك، ولا تزد على هذا، فإن المكث فوق الحاجة في الخلاء مما يُنهى عنه.
قال ابن مفلح في الآداب: وطول المكث على قضاء الحاجة يولد الداء الدوي. اهـ.
فإذا قضيت حاجتك، وخرجت من الخلاء، فأعرض عن تلك الوساوس، ولا تلتفت إلى هذه الخيالات التي تعرض لك، والأوهام التي يظهر أنه لا حقيقة لها، فإن علاج الوساوس يكون بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها كما بينا ذلك في الفتوى رقم 51601 واحذر أن تضيع الصلاة أو تخرجها عن وقتها أو تفوت عليك الجماعة، فإن الشيطان يريد أن يستدرجك بأمثال هذه الوساوس، ليحملك على التفريط في جنب الله، فعليك أن تفوت عليه هذه الفرصة .
والله تعالى أعلم