الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء من هذا الداء وأن يرزقك العافية والسلامة وأن يلبسك ثوب الصحة. واعلمي أن الوسوسة من البلاء ومن كيد الشيطان، وكيده ضعيف وأمره يسير، فعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن والمحافظة على الأذكار، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 3086.
والواجب عليك الإعراض عن هذه الوساوس تماما وعدم الالتفات إليها، بما في ذلك وسوسته لك بالكفر ونحوذلك فإنها لن تضرك بإذن الله، بل إن بكاءك خوفا منها علامة خير ودليل على أنك تخافين الكفر، ومن كان حاله كذلك لا يكون كافرا، فقري عينا واستأنفي حياتك كأن شيئا لم يكن، واحرصي على مجالس الخير ومصاحبة الصالحات والعمل معهن على نشر الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تشملك رحمة الله، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.[التوبة:71 ].
وما ذكرت من إحساسك بأنك مرائية عند القيام بأي عمل صالح فهو أيضا من كيد الشيطان ليثبطك عن القيام بالأعمال الصالحات والعلاج في هذه الحالة يكمن في إغاظته والاستمرار في العمل وعدم قطعه.
والله أعلم.