الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان حقيقة الأمر أن هذه الدورات مجانية وأنه لا حق لشركتكم في أخذ تلك المبالغ من الموظفين، فإن ما تقومين به لا يحل لك ولا يغني عنك من الله شيئا أن يكون هذا بأمر مديرك. قال تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}. و روى ابن حبان في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله سبحانه بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. قال شعيب الأرناؤط: إسناده حسن.
فعليك بالتوبة إلى الله عز وجل بالندم والكف عن هذا العمل، ومطالبة شركتك برد ما أخذوه من أموال الناس بغير حق إليهم، فإن لم يفعلوا فعليك إخبار هولاء الموظفين بحقيقة الأمر حتى يطالبوا بحقوقهم أو يتركوها طوعا.
أما عن راتبك فإذا كان عن عمل مباح في الشركة فهو مباح, وإن كان عن هذا العمل المذكور فحسب فهو مال محرم لأنه مقابل منفعة محرمة، ويلزمك صرفه في منافع ومصالح المسلمين العامة إلا أن تكوني فقيرة فلك أن تأخذي منه بقدر حاجتك ولا يلزم أهلك أن يدفعوا عنك إلا تبرعا.
والله أعلم.