الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من وسائل الدعوة إلى الخير المطلوبة شرعا أن يروج المسلم للمواقع المفيدة ـ سواء كانت له أو لغيره بأي وسيلة مشروعة ـ وأن يطلب من أصحاب المواقع أن يساعدوه في نشر موقعه من خلال وضع رابط له في مواقعهم أو مدوناتهم ولو كانت مواقعهم غير منضبطة، فإن الحق لا يترك لأجل الباطل، ولأن ذلك يمكن أن يدل من يدخل على هذه المواقع على الخير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم وغيره. وفي رواية غيره: الدال على الخير كفاعله.
أما المواقع التي لا تتقيد بضوابط الشرع أو تنشر الفساد والمحرمات فلا يجوز الترويج لها ولا وضع عناوينها على المواقع المنضبطة بالشرع، لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.
ثم هذا الإعلان للموقع المنحرف دعوة إلى الضلالة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا. رواه مسلم.
ولذلك، فإذا كنت قد أضفت عناوين هذا النوع من المواقع فعليك أن تزيله وتتوب إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، أما بقاء موقعك فيها فلا حرج فيه، بل ربما يكون سببا لهداية من يدخل عليها كما أشرنا، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 37336، 36444، 129972.
والله أعلم.