الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مسألة تغطية المرأة وجهها محل خلاف بين العلماء قديما وحديثا، وسبب الخلاف فيها ما يظهر من تعارض بعض النصوص الواردة بهذا الخصوص. وكل عالم يفتي بما ترجح له منها، والمرجح عندنا هو القول بالوجوب لأدلة بيناها بالفتوى رقم: 4470 .
وأما النصوص التي قد يفهم منها جواز كشف المرأة وجهها كحديث سفعاء الخدين الذي أشرت إليه، فقد أجاب عنه القائلون بالوجوب بأجوبة منها ما ذكرت من احتمال كون ذلك قبل نزول آية الحجاب وهو احتمال قوي. والحديث الذي أشرت إليه أخيرا هو حديث الفضل بن عباس وهو حديث صحيح، ويكفي أنه قد رواه البخاري و مسلم. وقد أجيب عنه بأجوبة منها أن المرأة كانت محرمة وإحرام المرأة في وجهها وكفيها. وراجعي للمزيد الفتوى رقم: 12339 والفتوى رقم: 32195. وأما آية سورة الأحزاب فراجعي في الجواب عنها الفتوى رقم: 1806.
والله أعلم.