الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعيار الصحيح لاختيار الزوج، بقوله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه والترمذي.
لكن الحكم على الخاطب ينبغي أن ينظر فيه إلى مجموع صفاته وأخلاقه فربما كان مقصرا في بعض الأمور لكنه في الجملة صاحب دين وخلق، فالعبرة بكون الخاطب مرضي الدين والخلق في الجملة. وعليه، فإن كان هذا الشاب مرضي الدين والخلق فالأولى أن تقبلي به، لكن إن رأيت أن ترفضيه انتظارا لخاطب أكثر تدينا وعلما فلا حرج عليك في ذلك، والذي ننصحك به أن تتشاوري في هذا الأمر مع بعض العقلاء من أهلك أو بعض النساء الصالحات العاقلات ثم تستخيري الله عز وجل، وقد تكلّم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسّر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ والراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه. وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 123457.
مع التنبيه إلى أن تكرار رفض الخطاب والمبالغة في الشروط المطلوبة في الخاطب مسلك غير مأمون العواقب، وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 104869، 71053، 56726.
والله أعلم.