الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإذا كان تأخيرك الصلاة بسبب عذر شرعي كنوم فنرجو أن لا حرج عليك في ذلك، ولا تأثم بتأخير الصلاة عن وقتها إلا إذا تعمدت ذلك من غير عذر شرعي، وإذا كان تأخيرك الصلاة بسبب أنك تريد أن تصلي بطهارة صحيحة فإنك تؤجر ـ إن شاء الله تعالى ـ على حرصك على أداء الصلاة بطهارة صحيحة، ولكن لا يجوز أن تؤخرها إلى خروج وقتها إلا إذا كانت الصلاة تجمع مع غيرها وأردت الجمع، وقد سبق أن بينا أنه يجوز للمبتلى بانفلات الريح أن يجمع بين الصلاتين بوضوء صحيح، وأن هذا أفضل من أدائه كل صلاة في وقتها بطهارة ناقصة، كما في الفتويين رقم: 139586, ورقم: 126924.
ومن المعلوم أن وقت الفجر يخرج بشروق الشمس, فإذا كنت أدركت ركعة من صلاة الفجر قبل الشروق فقد أدركت الصلاة في وقتها، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ. متفق عليه.
وكونك لا تحافظ على وضوئك قد سبق لنا في عدة فتاوى أن بينا حكم المصاب بانفلات الريح، وأنه إذا كان يجد وقتا يتسع لأداء الصلاة بطهارة صحيحة وجب عليه ذلك ولو في آخر وقت الصلاة, وإذا لم يجد وقتا يصلي فيه بطهارة صحيحة فإنه يتوضأ لكل صلاة ويصلي ما شاء من فرض ونوافل، ولا يضره ما خرج منه أثناء الصلاة، ولا تلزمك إعادة الصلاة بعد أدائها على تلك الحال. وانظر الفتويين رقم: 147913, ورقم: 164425.
والله أعلم.