الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في تصوير ما لم يكن فيه الرأس والوجه مرسومين بشكل واضح، لأن ذلك لا يعتبر صورة حقيقة.
وعليه، فلا تدخل في المحرم من التصوير، وأما ما رسم فيه الرأس والبطن فهو ممنوع، وبعض أهل العلم رخص في تصوير ذوات الأرواح إذا كانت ناقصة الخلقة، وراجع الفتوى رقم: 4138.
أما رسم صورة كاملة واضحة مع وضع خط على الرقبة: فمجرد الخط لا يبيح الرسم فإذا كان الرأس كامل الملامح مع الجسد فهذا ممنوع، وأما ناقص الرأس أو النصف أو نحو ذلك مما لا يحيى صاحبه بدونه عادة، فهذا مباح عند كثير من أهل العلم، واستدلوا لذلك: بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة ـ رضي الله عنها ـ بتقطيع الثوب الذي كان عندها وفيه تصاوير فقطعته فجعلته وسادتين يجلس عليهما النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث في الصحيحين وغيرهما.
وفي المسند والسنن من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت فليقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فيجعل وسادتين منبوذتين توطآن، ومر بالكلب فليخرج. والحديث صحيح.
والله أعلم.