الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا معنى شهادات الاستثمار وحكم المساهمة فيها في الفتوى رقم: 6013، وذكرنا فيها حرمة التعامل بها واستثمار المال من خلالها، لكونها حقيقة ما هي إلا قرض بفائدة ربوية، كما قررت ذلك جميع المؤتمرات الفقهية التي بحثت موضوع شهادات الاستثمار ولا تزيد عن كونها صورة من صور ودائع البنوك بحيث تستخدم النقود في الاستثمارات الخاصة بعد التملك وضمان رد المثل وزيادة، وهذا هو الربا، وحيث تقرر أن شهادة الاستثمار من الربا الحرام فلا يجوز لك استثمار أموالك فيها لدى البنوك الربوية، وما حصلت عليه من فوائد عليك التخلص منها بصرفها في منافع المسلمين العامة وسحب أموالك من البنوك الربوية، وما ذكرته من كونك لا تدري كيف تستثمر مالك لا يبيح لك الإقدام على الربا، ويمكنك استثمار مالك من خلال البنوك الإسلامية في حساب التوفير أو الودائع الاستثمارية القائمة على حقيقة عقد المضاربة المشروع ونحو ذلك من المجالات المباحة.
والله أعلم.