الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا، وأجزل لك المثوبة على حرصك على الحفاظ على دينك والاستقامة على طاعة ربك، فاثبتي على ذلك لتنالي سعادة الدنيا والآخرة، زادك الله هدى وتقى وصلاحا، والمعيار الشرعي في اختيار الزوج هو دينه وخلقه، روى الترمذي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
ولا ينبغي للولي أن يرفض تزويج موليته من الكفء، ولا اعتبار في الشرع للفوارق المادية أو العرقية ونحوها، فالذي نوصيك به هو أن تحاولي إقناع والدك بالموافقة على زواجك من الشاب المذكور، وأن تكثري من دعاء الله أن يوفقك في هذا السبيل، ويمكنك أن تستعيني بمن ترجين أن يكون قوله مقبولا عند والدك من الأقارب أو غيرهم، فإن اقتنع فالحمد لله، وإن أصر على الرفض فارفعي أمرك إلى الجهة المسئولة عن شؤون المسلمين في ذلك البلد، فإن ثبت عندهم عضل وليك لك زوجوك من الكفء، وراجعي هاتين الفتويين: 58060، 52874.
ولا يفوتنا في الختام أن نعلق على ما ذكرت عن والدك من أنه قد قال لك إن تزوجت من أجنبي سوف تجلبين له العار، وأن الأفضل الزواج من عربي وإن كان عاصيا، وأنه لا يهمه الجانب الديني، بل يفضل أن تفعلي المحرمات على أن تتزوجي من أجنبي، فهذا يدل على جهل بالدين وحمق وعصبية لا يرضاها الشرع الحكيم، وبمثل هذا الكلام تكون الفتنة ويحصل الفساد في الأرض، ولذا كان من تمام الحديث الذي ذكرناه أولا قول النبي صلى الله عليه وسلم: إلا تفعلوا تكون فتنة في الأرض وفساد كبير.
والله أعلم.